لكي لا ننسى…
الشهيدة المهندسة رحاب علاوي، ابنة مدينة موحسن،، في رحاب الله

رحاب، ليست فقط اسماً في قائمة الشهداء، بل روح ثائرة، حاربت الظلم بلا ضجيج، وسارت في دروب الثورة بصمت العظماء…
لم تتصدّر المؤتمرات، ولم تسعَ للأضواء، لكنها كانت شعلة أمل في ظلام الوطن…
ولدت في تدمر، وعاشت في دمشق ، وارتوت من حب سوريا، فكانت منارة في زمن الانطفاء، ويداً حانية في زمن القسوة.

كطالبة في كلية الهندسة المدنية، حملت همّ الناس كما تحمل المعمار همّ البناء…
استأجرت البيوت للنازحين، وأسكنت القلوب الموجوعة…
ساندت المعتقلين المُفرج عنهم ورافقتهم إلى ديارهم كمن يرافق النور إلى العتمة…

لم تكتفِ بالمساعدة، بل خاضت ميادين الثورة، في الإغاثة، في الدعم، في الميدان، في الحارات الضيقة والقلوب الواسعة…
وفي ليلةٍ من ليالي كانون الثاني عام 2013، حلّ الخوف الحقيقي…
اقتحمت أجهزة المخابرات منزلها واقتادتها إلى الفرع 215 سيئ الذكر…
ومن هناك، لم تعُد.

لكن صوتها بقي:
“ادعولي أستشهد… ادعولي أموت!”
كأنها كانت تطلب الخلاص، لا هرباً من الألم، بل وفاءً لقضية آمنت بها حتى النهاية…

يا رحاب…
لو لم يخلّدك السوريون في ذاكرتهم، فبأي وجه نواجه دمك؟
إذا لم يحاسب المجرمون، فماذا نقول أمام صمتك الأبدي؟
إن لم نُوفِ للشهداء عهدهم، فنحن من الخاسرين، من المفرّطين، من المنكّسين للكرامة… لا قدّر الله!

اللهم تقبّل رحاب وأخيها عاصم “الشهيد تحت التعذيب أيضاً” عندك في عليّين واجعلهم في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين…
واجعل ذكراهم ناراً في وجه الظالمين، ونوراً في درب الأحرار…
برحمتك يا أرحم الراحمين.

بركات شُكر عُبَيّد