أوتو فون بسمارك (Otto von Bismarck)، وُلد في 1 أبريل 1815 وتوفي في 30 يوليو 1898، يُعتبر من أعظم الشخصيات السياسية في التاريخ الألماني والعالمي. عُرف بلقب “المستشار الحديدي (Eiserner Kanzler)”، وكان له دور محوري في توحيد ألمانيا وتأسيس الإمبراطورية الألمانية في 18 يناير 1871.
الحياة المبكرة والتعليم:
وُلد بسمارك في عائلة أرستقراطية في بروسيا. درس القانون في جامعتي غوتينغن وبرلين، وبدأ مسيرته السياسية كدبلوماسي في عدة دول أوروبية.
الدور في توحيد ألمانيا:
شغل بسمارك منصب رئيس وزراء بروسيا من عام 1862 حتى 1890. بدأ سلسلة من الحروب الاستراتيجية التي أدت إلى توحيد الولايات الألمانية تحت قيادة بروسيا، وهي:
حرب شليسفيغ الثانية ضد الدنمارك (1864).
الحرب البروسية-النمساوية (1866).
الحرب الفرنسية-البروسية (1870-1871).
بعد الانتصار على فرنسا، تم إعلان تأسيس الإمبراطورية الألمانية في قصر فرساي، حيث أصبح الملك فيلهلم الأول إمبراطوراً لألمانيا وبسمارك أول مستشار.
اقرأ أيضاً: كارل ماركس: حياة وإسهامات
السياسة الداخلية والخارجية:
بعد توحيد ألمانيا، اتبع بسمارك سياسة داخلية محافظة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار.
على الصعيد الخارجي، ركز على الحفاظ على توازن القوى في أوروبا من خلال التحالفات الدبلوماسية المعقدة، مثل “التحالف الثلاثي (Dreikaiserbund)” مع النمسا وروسيا، و”التحالف الثلاثي” لاحقاً مع النمسا وإيطاليا.
السياسة الاجتماعية:
يُعتبر بسمارك من أوائل السياسيين الذين قدموا نظام الضمان الاجتماعي في ألمانيا، بما في ذلك التأمين الصحي، التأمين ضد الحوادث، والتأمين على الشيخوخة، بهدف تقليص تأثير الحركات الاشتراكية وتعزيز الولاء للدولة.
اقرأ أيضاً: شرح شامل حول عمل التأمين الصحي Krankenversicherung في ألمانيا
اقرأ أيضاً: التأمين الصحي للرعاية التمريضية في ألمانيا (Pflegeversicherung)
السقوط والإرث:
استقال بسمارك في عام 1890 بعد خلافات مع الإمبراطور فيلهلم الثاني. رغم ذلك، ترك إرثاً عميقاً في السياسة الألمانية والأوروبية.
يُعد بسمارك مهندس ألمانيا الحديثة، وقد أثرت سياساته في تشكيل السياسة العالمية والأوروبية لعقود.
Barakat oubaid 