
هيلموت كول (Helmut Kohl)، وُلد في 3 أبريل 1930 وتوفي في 16 يونيو 2017، يُعتبر واحداً من أبرز السياسيين في تاريخ ألمانيا الحديث. شغل منصب المستشار الألماني (Bundeskanzler) بين عامي 1982 و1998، وهي أطول مدة في هذا المنصب بعد الحرب العالمية الثانية. يُعرف كول بأنه “مستشار الوحدة (Kanzler der Einheit)” لدوره الكبير في إعادة توحيد ألمانيا في 3 أكتوبر 1990، بعد سقوط جدار برلين في 9 نوفمبر 1989. كما لعب دوراً محورياً في تأسيس الاتحاد الأوروبي وتعزيز العملة الموحدة، اليورو.
البدايات السياسية:
- انضم كول إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) في عام 1947، وتدرج بسرعة في صفوف الحزب ليصبح رئيس وزراء ولاية راينلاند بفالتس (Rheinland-Pfalz) عام 1969.
الصعود إلى المستشارية:
- في عام 1982، تولى كول منصب المستشار بعد تصويت سحب الثقة من المستشار السابق هيلموت شميت (Helmut Schmidt). شكل كول حكومة ائتلافية مع الحزب الديمقراطي الحر (FDP) واستمر في حكم البلاد حتى عام 1998.
اقرأ أيضاً: أوتو فون بسمارك: موحد ألمانيا
تحقيق الوحدة الألمانية:
- بعد سقوط جدار برلين، قدم كول “خطة النقاط العشر (Zehn-Punkte-Plan)” التي وضعت الأساس لإعادة توحيد ألمانيا بشكل سلمي، بالتعاون مع القوى العالمية مثل الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
الدور الأوروبي:
- كان كول داعماً قوياً لتكامل الاتحاد الأوروبي. شارك في توقيع معاهدة ماستريخت (Vertrag von Maastricht) عام 1992، مما أدى إلى تأسيس الاتحاد الأوروبي وإدخال العملة الموحدة، اليورو (Euro)، في عام 1999.
التحديات والانتقادات:
- واجه كول انتقادات حول تمويل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي بشكل غير قانوني، مما أثر على سمعته بعد خروجه من السلطة.
الإرث والتكريم:
- ساهم كول في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في ألمانيا وأوروبا بعد الحرب الباردة. أقيمت له جنازة رسمية أوروبية في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، اعترافاً بإسهاماته الكبيرة.
هيلموت كول يبقى رمزاً للوحدة الألمانية والتكامل الأوروبي، وسيظل تأثيره واضحاً في التاريخ الألماني والأوروبي الحديث.
