


المصدر : المعلومات عن سنجق دير الزور 1922م.
المؤلف: وجيه الجزار، وهو باحث وموثق محلي من أبناء المنطقة، عُرف باهتمامه بتاريخ الفرات الأوسط والشرقي وتوزع عشائره.
طبيعة العمل: لا يُعد كتابًا مطبوعًا عن دار نشر رسمية، بل هو بحث أو مخطوطة توثيقية، متداولة بين الباحثين والمهتمين بتاريخ دير الزور، وأحيانًا نُشرت أجزاء منها على شكل كتيبات أو مواد في منصات محلية.
المصادر المعتمدة: اعتمد المؤلف على سجلات عثمانية وفرنسية تعود إلى فترة الانتقال من العهد العثماني إلى الانتداب الفرنسي (بعد عام 1918)، إضافةً إلى المرويات الشفوية والعشائرية المحلية التي نقلت صورة عن الواقع الاجتماعي آنذاك.
مضمون العمل
وثّق وجيه الجزار في هذا العمل قائمة القرى الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الفرات، المعروفة محليًا باسم الشامية، والتابعة للواء دير الزور في تلك الفترة. ويشمل المضمون المحاور التالية:
تحديد القرى والبلدات: ابتدأ من حدود الرقة جنوبًا، وصولًا إلى مدينة البوكمال شرقًا، عارضًا أسماء القرى تباعًا على مجرى النهر.
الانتماء العشائري: سجّل الباحث الانتماء الأساس لكل قرية أو بلدة إلى عشيرة أو فخذ عشائري معين. على سبيل المثال:
موحسن: بوخابور من قبيلة العكيدات.
البوكمال: العكيدات مع وجود عشائر أخرى مثل الراويين.
- التوزيع الديمغرافي – العشائري: أبرز النص كيف كان المجتمع القروي في عشرينيات القرن العشرين موزعًا بشكل شبه واضح بين القرى والعشائر، بعد سنوات قليلة فقط من انهيار الحكم العثماني ودخول الفرنسيين إلى المنطقة.
- الارتباطات الاجتماعية: أوضح المؤلف أن كل بلدة كانت مرتبطة بعشيرة رئيسية، مع وجود أقليات أو عائلات أخرى، مما يعكس البنية الاجتماعية المتماسكة القائمة على العشيرة في ذلك الزمن.
القيمة البحثية والتاريخية
يحمل هذا العمل أهمية خاصة للباحثين والمهتمين بتاريخ الفرات ودير الزور، لعدة أسباب:
توثيق مرحلة مفصلية: يسجّل النص الحالة الاجتماعية والديموغرافية لعام 1922م، وهي فترة حساسة أعقبت سقوط الدولة العثمانية (1918) وبداية الانتداب الفرنسي على سوريا (1920).
فهم الجذور: يساعد الباحثين على فهم جذور التوزيع العشائري في وادي الفرات الأوسط والشرقي، وكيف تأسست القرى على هويات عشائرية واضحة.
مقارنة الماضي بالحاضر: يمكّن من دراسة التحولات التي طرأت لاحقًا، مثل الهجرات الداخلية والخارجية، اندماج بعض القرى، أو توسعها لتصبح بلدات كبيرة أو مدن.
تتبع التطور العمراني: يقدم مرجعًا للباحثين في تاريخ الريف السوري والقرى النهرية، لفهم كيف نشأت بعض القرى ثم تطورت عبر القرن العشرين.
إن عمل وجيه الجزار (المعلومات عن سنجق دير الزور 1922م) يشكّل وثيقة محلية قيّمة، ترسم خريطة اجتماعية وديموغرافية دقيقة لقرى وبلدات الشامية على الفرات قبل قرن من الزمن. ورغم أنه لم يُنشر بشكل رسمي عبر مؤسسات أكاديمية، إلا أنّ قيمته العلمية تكمن في كونه شاهدًا على البنية العشائرية والاجتماعية في واحدة من أهم المراحل التاريخية لدير الزور والفرات.
المصدر: وجيه الجزار، المعلومات عن سنجق دير الزور 1922م (مخطوطة/بحث توثيقي متداول محليًا).
