
إلى من يروجون لفكرة أن العرب “استولوا” على أرض ليست لهم، نقول: هذه الأرض هي موطن العرب منذ فجر التاريخ، وهذا ما تؤكده الروايات الدينية والتقاليد التاريخية القديمة.
تجمع معظم المرويات القديمة على أن أبناء نبي الله نوح – سام وحام ويافث – هم أصول الشعوب التي عمرت الأرض بعد الطوفان العظيم. وتوزعت ذريتهم في جهات الأرض، وشكّلت البذور الأولى للحضارات الكبرى.
فـسام، الذي يُعد الجد الأكبر للشعوب السامية، استقر نسله في قلب الشرق الأوسط، في مناطق مثل بلاد الرافدين، والشام، والجزيرة العربية. ومن سلالته – كما تذكر النصوص – خرج العرب، والعبريون، الكنعانيين والفينيقيين والآراميون، والكلدانيون، والآشوريون، وحتى بعض الفرس. ولهذا عُرف بـ”أبي الساميين”، وهو أصل مصطلح “السامية” المتداول حتى اليوم.
أما حام، فقد انتشر نسله في إفريقيا، وتحديداً في مصر ووادي النيل وشمال القارة ووسطها. وتنسب إليه شعوب مثل، الكوشيين، والنوبة، وسكان الحبشة والسودان. وتشير المصادر القديمة إليه باعتباره الجد الأكبر لعدد من الأمم الإفريقية.
بينما يافث، فقد توجه نسله نحو الشمال والغرب، ليسكنوا مناطق “آسيا الصغرى وأوروبا”. ومن ذريته جاءت شعوب الإغريق، والسلاف، والترك، وشعوب أوروبا الشمالية، كالروس والجرمان وغيرهم من الأمم الأوروبية و”الآرية”.
هنا حقيقة لا يمكن القفز فوقها: العرب وباقي الشعوب السامية في أرضهم في بلاد مابين النهرين وبلاد الشام والجزيرة العربية، والتاريخ – بكل وجوهه – يشهد بذلك..
أتمنى من الأحزاب التي تروج لأوهام الإنفصال التخلي عن فكرة المظلومية التاريخية التي لا تستند إلى وقائع صحيحة، وأن نتعامل مع الواقع بوعي ومسؤولية، لنعيش معاً في كنف الجمهورية العربية السورية بكل مجتمعاتها، في ظل وحدة وطنية حقيقية..
