
اليوم سأتحدث لكم عن أحد أبطال الثورة السورية، من مدينة موحسن في دير الزور،،البطل الشهيد شحوار.
كان اسمه وحده كفيلاً بأن يثير الرعب في قلوب ضباط وعناصر جيش النظام الأسدي. كانوا يتناقلون فيما بينهم: “أتاكم شحوار”، فتتغير ملامحهم خوفاً، لأنه لم يكن مجرد مقاتل،، كان أسطورة ميدانية.
لم يكن شحوار يخاف الموت، بل كان يراه مساوياً للحياة، يعيش بشجاعة نادرة، ويقتحم الخطر دون تردد. في معارك موحسن ودير الزور، كان يهجم على الدبابات، يصعد فوقها، يفتح غطاءها، يُلقي القنابل داخلها، ثم يقفز منها قبل أن يفجرها،،، مشهد لا يُنسى لمن رآه، ودرس في الجرأة لمن سمع به.
الشهيد مأمون الجاسم، المعروف بلقب “شحوار”، وُلد في حي المطار القديم بمدينة دير الزور. كان يعمل في مهن بسيطة لتأمين لقمة عيشه قبل انطلاق الثورة. ومع بدايات الحراك السلمي، كان من أوائل من نزلوا إلى الشوارع، يهتف للحرية ويواجه القمع بصدور عارية.
اعتُقل من قِبل قوات النظام، وبعد خروجه قرر الانتقال إلى العمل المسلح، فبرز كقائد ميداني شجاع، يخطط، ينفذ، ويقاتل في الصفوف الأولى. شارك في معارك محورية ضد النظام، أبرزها معركة الرصافة أو ملحمة الرصافة 18.03.2012 حيث أنه تعرض لإصابة بالغة بيده، وأسّس لاحقاً “لواء أحفاد محمد”، الذي لعب دوراً كبيراً مع لواء عثمان بن عفان في تحرير مناطق من ريف دير الزور، مثل موحسن والميادين والبوكمال.
كان شحوار مقاتلاً فذاً، بارعاً في استخدام مختلف أنواع الأسلحة. لُقّب بـ”صياد الدبابات” بعد أن دمّر عشرات الآليات العسكرية باستخدام قاذف الـRPG. ورغم إصاباته الخطيرة، ومنها فقدانه لثلاثة أرباع قدمه، أصرّ على البقاء في الميدان، يقاتل ويُلهم رفاقه.
استُشهد في 25 حزيران 2013، عن عمر 32 عاماً، إثر عبوة ناسفة زُرعت في سيارته بمدينة الميادين بدير الزور . وكان قد تزوّج قبل استشهاده بشهرين فقط، وكان يحلم بتسمية ابنه المرتقب “وائل”، ليُعرف فيما بعد بـ”وائل ابن الشهيد شحوار”.
دُفن في مقبرة الشهداء في مدينة موحسن، بجانب رفاقه الذين سبقوه في درب الكرامة.
شحوار لم يكن مجرد مقاتل، بل أصبح رمزاً للبطولة والتضحية، وقدوةً لكل من حمل السلاح في وجه الطغيان، وصرخ لأجل الحرية والعدالة في الثورة السورية المباركة.
