
تجربة السوريين في دراسة Ausbildung في ألمانيا تُعد واحدة من الوسائل الفعالة لتحقيق الاندماج المهني والاقتصادي في البلاد. Ausbildung، الذي يُعرف بنظام التدريب المهني المزدوج، يجمع بين التعليم النظري في المدارس المهنية (Berufsschule) والتدريب العملي في الشركات. السوريون، وخاصة الشباب، استفادوا من هذه الفرصة بشكل كبير بعد وصولهم إلى ألمانيا.
أعداد السوريين المشاركين في Ausbildung
مع تدفق السوريين إلى ألمانيا خلال فترة الحرب الأهلية، وجدت أعداد كبيرة منهم في Ausbildung مساراً لتأمين مستقبل مهني مستقر. وفقاً للإحصائيات، انضم العديد من السوريين إلى برامج Ausbildung في مجالات متنوعة، مثل الحرف اليدوية، الرعاية الصحية، والقطاع الصناعي. حتى عام 2021، كانت نسبة اللاجئين المسجلين في برامج التدريب المهني حوالي 22% من مجموع اللاجئين، مع تزايد هذه النسبة بمرور السنوات. سُجل حوالي 44,000 لاجئ في برامج Ausbildung، وكان السوريون يشكلون جزءاً كبيراً من هذه النسبة
اقرأ أيضاً : Syrian Population in Germany (2021)
التخصصات التي يختارها السوريون
السوريون الذين يلتحقون ببرامج Ausbildung يتنوعون في اختيار التخصصات. من بين أشهر المجالات التي يتوجهون إليها:
الحرف اليدوية: مثل النجارة، السباكة، وتخصصات البناء.
الرعاية الصحية: مثل رعاية المسنين والتمريض، وهو قطاع يعاني من نقص في الكفاءات في ألمانيا.
التجارة وإدارة المكاتب: العديد من السوريين اختاروا التخصص في مجال المبيعات وإدارة المكاتب.
الصناعة والتكنولوجيا: بعض الشباب السوريين يفضلون التخصصات التقنية مثل تكنولوجيا المعلومات والهندسة الصناعية.
التحديات التي واجهها السوريون
رغم النجاح، واجه السوريون عدة تحديات أثناء التحاقهم ببرامج Ausbildung، ومن أبرزها:
إتقان اللغة الألمانية: يعتبر تعلم اللغة الألمانية أحد أهم العقبات، حيث يتطلب التعليم في المدارس المهنية والتدريب العملي مستوىً جيدًا من اللغة للتواصل مع المدربين والزملاء.
التكيف مع بيئة العمل الجديدة: هناك اختلافات كبيرة بين النظام المهني في سوريا وألمانيا، ما تطلب من السوريين التكيف مع ثقافة العمل الألمانية التي تعتمد على الدقة والالتزام الشديد بالمواعيد والقوانين.
البيروقراطية: رغم الدعم الحكومي، قد يواجه بعض السوريين صعوبات في الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بالتسجيل في برامج التدريب ومعادلة الشهادات.
الدعم الحكومي والمبادرات الموجهة للسوريين
استجابة للتحديات التي يواجهها اللاجئون السوريون، قدمت الحكومة الألمانية دعماً كبيراً من خلال برامج تعليم اللغة والمساعدة في إيجاد فرص التدريب المهني. كما تم توفير مبادرات لدعم اللاجئين في التعامل مع البيروقراطية وفي الاستعداد للاندماج في النظام المهني، مثل برامج التوجيه المهني التي تديرها وكالة العمل الفيدرالية.
نتائج إيجابية
على الرغم من التحديات، العديد من السوريين نجحوا في إتمام برامج Ausbildung وأصبحوا جزءاً من سوق العمل الألماني، ما ساعدهم على تحقيق الاستقلال المالي وتعزيز فرصهم المهنية. تشير التقارير إلى أن السوريين الذين أكملوا برامج Ausbildung نجحوا في الحصول على وظائف مستقرة وساهموا في سد النقص في بعض القطاعات الاقتصادية المهمة مثل الرعاية الصحية والصناعة
اقرأ أيضاً : Demographic Profile of Syrians in Germany and Aspects of Integration
Ausbildung قدّم للسوريين في ألمانيا فرصة ذهبية للاندماج المهني وتحقيق مستقبل مستدام. مع الدعم المستمر من الحكومة الألمانية، يبدو أن هذا النظام سيلعب دوراً كبيراً في تعزيز مساهمة الجالية السورية في الاقتصاد الألماني على المدى الطويل.
