
شتوتغارت هي عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ (Baden-Württemberg) في جنوب غرب ألمانيا، وهي واحدة من أهم المدن الصناعية والتكنولوجية في البلاد. تُعد شتوتغارت مركزاً حضرياً وثقافياً بارزاً، إذ تجمع بين التراث الصناعي الألماني والابتكار التكنولوجي. تتميز المدينة بموقع جغرافي رائع محاط بالوديان والتلال والغابات، وتشتهر بكونها موطناً لشركتي السيارات العملاقتين مرسيدس-بنز (Mercedes-Benz) وبورشه(Porsche).

الموقع الجغرافي
تقع شتوتغارت في جنوب غرب ألمانيا على ضفاف نهر نِكار (Neckar). المدينة محاطة بتلال خضراء وكروم العنب التي تضفي جمالاً طبيعياً على المناظر العامة. تقع شتوتغارت في منطقة تعرف باسم شتوتغارت الكبرى (Großraum Stuttgart)، وهي جزء من إقليم يضم العديد من المدن الصناعية والريفية في ولاية بادن-فورتمبيرغ.
المساحة
تبلغ مساحة شتوتغارت حوالي 207.36 كيلومتر مربع (Quadratkilometer)، وهي تتنوع بين المناطق الحضرية والصناعية والمناطق الطبيعية الريفية. تميز المدينة بوجود العديد من المساحات الخضراء، بما في ذلك الحدائق العامة والمنتزهات.
عدد السكان
يبلغ عدد سكان شتوتغارت حوالي 630,000 نسمة (Einwohner) (2021)، مما يجعلها سادس أكبر مدينة في ألمانيا. المدينة مشهورة بتنوعها الثقافي والسكاني، حيث يعيش فيها مهاجرون من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الأتراك (Türken)، الإيطاليين (Italiener)، اليونانيين (Griechen)، واللاجئين الجدد .
التاريخ
العصور الوسطى
يعود تأسيس شتوتغارت إلى القرن العاشر الميلادي، حيث أنشأ دوق شوابيا (Herzog von Schwaben) آنذاك مزرعة للخيول شتوتنغارتن (Stutengarten)، التي اشتُق منها اسم المدينة.
في القرون الوسطى، كانت شتوتغارت جزءاً من دوقية فورتمبيرغ (Herzogtum Württemberg) وأصبحت فيما بعد مقر حكامها.
العصور الحديثة
خلال القرنين الـ18 والـ19، أصبحت شتوتغارت عاصمة مملكة فورتمبيرغ (Königreich Württemberg) بعد أن تحولت الدوقية إلى مملكة.
في القرن الـ19، شهدت شتوتغارت ازدهاراً صناعياً مع تطوير شبكة السكك الحديدية (Eisenbahnnetz) ونمو الصناعات المحلية، وخاصة في مجال السيارات والهندسة (Automobil- und Maschinenbau).
القرن الـ20
خلال الحرب العالمية الثانية (Zweiter Weltkrieg)، تعرضت شتوتغارت لأضرار جسيمة بسبب القصف الجوي (Luftangriffe)، حيث دُمِّر جزء كبير من وسط المدينة.
بعد الحرب، أعيد بناء المدينة بسرعة وازدهرت من جديد كأحد المراكز الصناعية والاقتصادية الرئيسية في ألمانيا.

الاقتصاد والصناعة
قطاع السيارات
تشتهر شتوتغارت بكونها عاصمة صناعة السيارات (Automobilhauptstadt) في ألمانيا. حيث تُعد موطناً لشركتي مرسيدس-بنز(Mercedes-Benz) وبورشه (Porsche)، اللتين تعدان من أشهر شركات السيارات في العالم.
هناك متحف مرسيدس-بنز (Mercedes-Benz Museum) ومتحف بورشه (Porsche Museum) في المدينة، حيث يمكن للزوار الاطلاع على تاريخ وتطور السيارات.


الصناعات الأخرى
إلى جانب السيارات، تعتبر شتوتغارت مركزاً للصناعات التكنولوجية والهندسية (Technologie und Ingenieurwesen). كما تعد المدينة موطناً لعدد من شركات التكنولوجيا العالية والبحث العلمي مثل بوش (Bosch) ودايملر (Daimler).
الثقافة والفنون
المتاحف والمعارض
تحتوي شتوتغارت على العديد من المتاحف والمعارض الفنية مثل متحف الفن في شتوتغارت (Kunstmuseum Stuttgart) ومعرض الدولة للفن (Staatsgalerie Stuttgart)، الذي يضم مجموعة رائعة من الأعمال الفنية من عصر النهضة (Renaissance) إلى الفن المعاصر (Zeitgenössische Kunst).


المسرح والموسيقى
تُعتبر شتوتغارت مركزاً مهماً للفنون المسرحية، حيث تضم أوبرا شتوتغارت (Staatsoper Stuttgart)، التي تُعد واحدة من أفضل دور الأوبرا (Opernhäuser) في أوروبا.

كما تحتوي المدينة على مسارح وحفلات موسيقية شهيرة مثل مسرح شتوتغارت (Stuttgarter Theater).

المهرجانات
تُنظم شتوتغارت العديد من المهرجانات الثقافية السنوية مثل مهرجان كانشتات (Cannstatter Volksfest)، وهو ثاني أكبر مهرجان شعبي (Volksfest) في ألمانيا بعد مهرجان ميونيخ الشهير أكتوبرفست (Oktoberfest).

البنية التحتية والنقل
النقل المحلي
تتمتع شتوتغارت بشبكة مواصلات عامة متطورة تشمل القطارات السريعة S-Bahn، المترو U-Bahn، وحافلات الترام (Straßenbahn)، مما يجعل التنقل داخل المدينة ومحيطها سهلاً ومريحاً.
النقل الجوي
يخدم المدينة مطار شتوتغارت الدولي (Flughafen Stuttgart)، الذي يربطها بالعديد من المدن الأوروبية والعالمية.

التحديات
تواجه المدينة تحديات في مجال النقل الحضري، خاصة مع زيادة عدد السيارات والمشاكل البيئية المتعلقة بالتلوث (Umweltverschmutzung). ولكن تم العمل على تطوير وسائل النقل المستدامة مثل السيارات الكهربائية (Elektroautos) والبنية التحتية للدراجات (Fahrradinfrastruktur).
التركيبة السكانية
تنوع السكان
يُظهر التركيب السكاني في شتوتغارت تنوعاً ثقافياً كبيراً بفضل موجات الهجرة (Migrationswellen) التي شهدتها ألمانيا على مدى العقود الماضية. تشكل الجاليات التركية (türkische Gemeinde) والإيطالية (italienische Gemeinde) واليونانية (griechische Gemeinde) جزءاً كبيراً من سكان المدينة.
تحتضن المدينة أيضاً نسبة كبيرة من الطلاب والشباب نظراً لوجود العديد من الجامعات والمؤسسات التعليمية (Bildungseinrichtungen).
إقرأ أيضاً: برلين، عاصمة ألمانيا
التعليم
تعتبر شتوتغارت مركزاً أكاديمياً مرموقاً، حيث توجد فيها:
جامعة شتوتغارت (Universität Stuttgart)

التي تُعد واحدة من الجامعات التقنية الرائدة في ألمانيا (Technische Universitäten)، بالإضافة إلى مؤسسات تعليمية متخصصة في الهندسة والعلوم (Ingenieur- und Naturwissenschaften).
البيئة والمناخ
المناخ
تتمتع شتوتغارت بمناخ معتدل بحكم موقعها في الجنوب الغربي من ألمانيا. تتراوح درجات الحرارة بين 0 إلى 25 درجة مئوية (Celsius) على مدار السنة.
الطبيعة والمساحات الخضراء
تُعتبر شتوتغارت من المدن الخضراء في ألمانيا، حيث تحتوي على العديد من المتنزهات (Parks) والغابات مثل حديقة القصر(Schlossgarten)

وحديقة فيلهلمسهافن (Wilhelma)

التي تعد أيضاً حديقة حيوانات وحديقة نباتية (Zoologischer und Botanischer Garten)
تحيط المدينة العديد من الكروم وحقول العنب (Weinberge)، مما يجعلها وجهة شهيرة لصناعة النبيذ (Weinherstellung).
