
الجالية السورية Syrische Gemeinde في ألمانيا تُعتبر من أكبر الجاليات العربية في البلاد، وقد شهدت تزايداً كبيراً في أعدادها خاصة بعد بدء الثورة السورية في عام 2011. نظرة شاملة عن تاريخ الجالية، أوضاعها الحالية، ومستوى اندماجها ومساهماتها في المجتمع الألماني.
التاريخ والتواجد
البداية: بدأت الهجرة السورية إلى ألمانيا بشكل محدود منذ الستينيات والسبعينيات، حيث جاء بعض السوريين لأغراض الدراسة أو العمل، وخاصة الطلاب والعاملين في المجالات التقنية والطبية.
موجة اللجوء الكبيرة: مع بداية الأزمة السورية في عام 2011، ارتفعت أعداد السوريين في ألمانيا بشكل كبير. بين عامي 2014 و2016، كانت هناك موجة لجوء كبيرة، حيث وصل أكثر من 600,000 سوري إلى ألمانيا بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة.
الأعداد الحالية: حسب الإحصاءات الرسمية، يتجاوز عدد السوريين المقيمين في ألمانيا اليوم مليون شخص، مما يجعلها أكبر جالية سورية في أوروبا.
التوزيع الجغرافي
يعيش السوريون في مختلف أنحاء ألمانيا، لكن هناك تركيزاً أكبر في الولايات الكبرى مثل:
برلين: تعتبر برلين من أهم المدن التي تحتضن عدداً كبيراً من السوريين، حيث تتوفر فيها فرص العمل والتعليم بالإضافة إلى التنوع الثقافي.
شمال الراين-وستفاليا: تضم مدناً مثل كولونيا ودوسلدورف، ويوجد فيها جالية سورية كبيرة بسبب توفر فرص العمل وسهولة الوصول إلى الخدمات.
بافاريا: مدن مثل ميونيخ ونورمبرغ تضم أيضاً عدداً كبيراً من السوريين.
التعليم والاندماج
التعليم: يعتبر التعليم أحد أهم وسائل الاندماج للسوريين في ألمانيا. العديد من السوريين يشاركون في دورات اللغة الألمانية (Integrationkurs) وبرامج التدريب المهني (Ausbildung). كما أن هناك عدداً كبيراً من الطلاب السوريين في الجامعات الألمانية.
التحديات: يواجه السوريون تحديات تتعلق باللغة والاعتراف بالمؤهلات السابقة. إلا أن الكثيرين استطاعوا التغلب على هذه العقبات من خلال التدريب المهني أو إعادة الدراسة.
اندماج الشباب: الأطفال والشباب السوريون الذين دخلوا إلى النظام التعليمي الألماني بسرعة، يظهرون تقدماً جيداً في اللغة والاندماج الثقافي.
اقرأ أيضاً: الأطباء السوريّون مازالوا يحتفظون بأكبر نسبة أطباء أجانب في ألمانيا.
الاندماج الاجتماعي: تعمل العديد من المنظمات المحلية والحكومية على تسهيل عملية الاندماج من خلال تقديم الدعم الاجتماعي، والإرشاد، المنظمات المحلية.
اقرأ أيضاً: حقائق وأرقام، هل السّوريُّون مُندمجون بشكل جيد في ألمانيا؟
المساهمات في المجتمع
المشاريع التجارية: أطلق العديد من السوريين مشاريع تجارية ناجحة في مجالات متنوعة مثل المطاعم، وتجارة التجزئة، والخدمات.
الطب والعلوم: هناك العديد من الأطباء والمهندسين السوريين الذين يعملون في القطاع الصحي والبحثي، ويساهمون بشكل كبير في المجتمع.
الأنشطة الثقافية: تشارك الجالية السورية في الفعاليات الثقافية والاجتماعية، وتسعى لتعريف المجتمع الألماني بالثقافة السورية من خلال الفن، والموسيقى، والمسرح.
اقرأ أيضاً: المطاعم السورية في ألمانيا
التحديات التي تواجه الجالية السورية
اللغة: تعتبر اللغة الألمانية العائق الأكبر أمام الاندماج الكامل، حيث يواجه الكثيرون صعوبة في تعلمها، مما يحد من فرصهم في التعليم والعمل.
الاعتراف بالمؤهلات: يواجه السوريون صعوبة في الاعتراف بشهاداتهم الأكاديمية والمهنية، مما يدفع البعض إلى إعادة التدريب أو تغيير مسارهم المهني.
البطالة: رغم الجهود المبذولة، لا يزال معدل البطالة متزايد بين السوريين ، خاصة بين الفئات الأكبر سناً أو الذين لم يحصلوا على تعليم كافٍ.
اقرأ أيضاً: نستطيع إنجاز المهمة.. كتاب يوثق نجاحات لاجئين سوريين
المنظمات والمبادرات السورية في ألمانيا
رابطة السوريين في ألمانيا: تعمل على تقديم الدعم الاجتماعي والقانوني للسوريين في ألمانيا.
منظمة “سوريا بالدعم” (Syria Relief): تركز على تقديم الدعم الاجتماعي والتعليم واللغة للسوريين في ألمانيا.
منظمة “نحن هنا” (Wir Hier): تعمل على دعم اندماج السوريين في المجتمع الألماني من خلال فعاليات ثقافية وتعليمية.
المستقبل والتطلعات
التعليم المهني: المزيد من الشباب السوريين يتجهون إلى التعليم المهني والتدريب للحصول على فرص عمل أفضل في ألمانيا.
الريادة والأعمال: يشهد المستقبل توجهاً متزايداً من قبل السوريين نحو ريادة الأعمال وفتح المزيد من المشاريع الخاصة.
التواصل الثقافي: يسعى السوريون لتعزيز التواصل الثقافي والتعريف بثقافتهم وتراثهم من خلال الفعاليات الثقافية والفنية.
