قوانين الحضانة في ألمانيا تركز بشكل كبير على حماية مصالح الطفل وضمان رفاهيته. فيما يلي شرح كامل لأهم جوانب الحضانة والطفولة:

1. الوصاية (Sorgerecht):

  • الوصاية المشتركة (Gemeinsames Sorgerecht): بعد الطلاق أو الانفصال، يحصل كلا الوالدين عادةً على حقوق الوصاية المشتركة. هذا يعني أن كلا الوالدين يشتركان في اتخاذ القرارات المهمة التي تؤثر على حياة الطفل مثل التعليم والرعاية الصحية والقرارات اليومية المتعلقة بالطفل.
  • الوصاية الفردية (Alleiniges Sorgerecht): في بعض الحالات الخاصة، قد يتم منح أحد الوالدين حق الوصاية الفردية إذا كان ذلك في مصلحة الطفل. يتم اتخاذ هذا القرار من قبل المحكمة بناءً على الوضع العائلي، وفي حالات تتعلق بالإهمال أو عدم قدرة أحد الوالدين على توفير الرعاية المناسبة.
  • التعديلات بعد الطلاق: عادةً، يحتفظ كلا الوالدين بحق الوصاية بعد الطلاق. إلا أن أحدهما قد يكون له حق اتخاذ القرارات اليومية بسبب إقامة الطفل الدائمة معه، بينما يكون للوالد الآخر الحق في المشاركة في القرارات الأساسية.

2. النفقة للأطفال (Unterhaltspflicht):

  • التزام الوالدين: بعد الطلاق، يلتزم كلا الوالدين بتأمين احتياجات الطفل المالية. الوالد الذي لا يعيش مع الطفل يكون ملزماً بدفع نفقة مالية للطفل.
  • تحديد مبلغ النفقة: يتم تحديد مبلغ النفقة استناداً إلى دخل الوالد غير الحاضن وظروفه المالية. يتم تحديد مبلغ النفقة عادةً وفقاً لجداول Düsseldorfer Tabelle، وهي معايير قانونية ألمانية تحدد مبلغ النفقة بناءً على دخل الوالدين وعدد الأطفال.
  • نفقة التعليم والرعاية: إلى جانب التكاليف الأساسية مثل الطعام والمسكن، تشمل النفقة تكاليف التعليم، الرعاية الصحية، الأنشطة الترفيهية، وكل ما يتعلق باحتياجات الطفل اليومية.

3. الحق في الرؤية (Umgangsrecht):

  • حق الطفل في رؤية كلا الوالدين: القانون الألماني يحترم حق الطفل في الحفاظ على علاقة مع كلا الوالدين حتى بعد الطلاق. يتم تنظيم حق الرؤية بحيث يتمكن الطفل من قضاء وقت مع الوالد غير الحاضن.
  • الاتفاق الودي بين الوالدين: يفضل أن يتفق الوالدان بشكل ودي على مواعيد وترتيبات الزيارات. في حال تعذر الوصول إلى اتفاق، قد تتدخل المحكمة لتنظيم حقوق الرؤية.
  • قرارات المحكمة: إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بين الوالدين، أو كانت هناك نزاعات تتعلق بحق الرؤية، يمكن اللجوء إلى المحكمة لاتخاذ قرار بشأن الجدول الزمني للزيارات وعدد الأيام التي يمكن للوالد غير الحاضن قضاءها مع الطفل.
  • قيود محتملة: في بعض الحالات، يمكن أن تضع المحكمة قيوداً على حق الرؤية إذا كان هناك تهديد لمصلحة الطفل، مثل حالات العنف الأسري.

اقرأ أيضاً :  التبني في ألمانيا (Adoption)

4. دور المحكمة (Familiengericht):

  • التدخل في حالة النزاعات: في حال وجود خلافات بين الوالدين حول الحضانة أو النفقة أو حق الرؤية، يتم اللجوء إلى المحكمة. المحكمة العائلية (Familiengericht) تلعب دوراً أساسياً في اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الطفل.
  • الوساطة (Mediation): قبل الوصول إلى المحكمة، يُشجع الوالدان على حل النزاعات من خلال الوساطة أو الخدمات الاجتماعية العائلية (Jugendamt) لضمان مصلحة الطفل. هذا يساعد في تقليل التوترات بين الوالدين ويضع الطفل في المقام الأول.

5. الحماية القانونية للأطفال:

  • حقوق الطفل: القانون الألماني يضع مصلحة الطفل في المقام الأول. يتم منح الطفل الحق في العيش في بيئة آمنة ومستقرة، سواء كان ذلك مع أحد الوالدين أو مع عائلته الممتدة إذا كان ذلك في مصلحته.
  • دور Jugendamt: مكتب رعاية الشباب (Jugendamt) يلعب دوراً هاماً في متابعة حقوق الأطفال، وتقديم الدعم للأسر، والتأكد من أن حقوق الطفل مصانة. قد يتدخل المكتب في حالات النزاع الشديد أو إذا كان هناك تهديد لرفاهية الطفل.

6. الأخذ بعين الاعتبار رأي الطفل:

  • مشاركة الطفل في القرارات: حسب عمر الطفل ونضجه، قد تأخذ المحكمة رأي الطفل بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات تتعلق بالحضانة وحق الرؤية. يتم الاستماع إلى الطفل بطريقة تضمن عدم تأثره بنزاعات الوالدين.

7. الحضانة المؤقتة (Pflegeeltern):

  • في الحالات التي لا يستطيع فيها الوالدان تقديم الرعاية اللازمة للطفل، يمكن أن يتم وضع الطفل في رعاية أسر أخرى (Pflegeeltern) كحل مؤقت أو دائم حسب الحاجة.

ملاحظة:

  • الوصاية المشتركة هي الأساس بعد الطلاق في القانون الألماني، وتُعتبر الحل الأمثل لتأمين مصلحة الطفل.
  • يتم تنظيم النفقة بناءً على دخل الوالدين وفق معايير قانونية، لضمان تلبية احتياجات الطفل المالية.
  • حق الرؤية يضمن الحفاظ على علاقة صحية بين الطفل والوالد غير الحاضن، ويتم تنظيمه حسب الاتفاق بين الوالدين أو عبر المحكمة إذا لزم الأمر.