والذي عمل طبيب في ألمانيا بلقب Dr. Dr. Bartholdy بين عامي 1980 و1997 بدون أي دراسة في المجال الطبي.
من مواليد مدينة Bremen الألمانيّة عام 1958 من أب يعمل في مجال الميكانيك وأم تعمل في مجال الخياطة “وكان لديه طفولة حزينة”
بعد انتهائه من الدراسة المدرسيّة المتوسطة بدأ تدريب مهني ساعي بريد Zusteller لدى البريد الألمانيّ بين عامي 1976 و1977 .
بعد وفاة والدته عام 1979 بسبب تشخيص طبي نفسي خاطئ دفعها إلى الانتحار، في نفس عام وفاة والدته قام Postel بتزوير شهادة بكالوريا Abitur وقام بالتقدم بها إلى المحكمة الإقليمية العليا في مدينة بريمن Oberlandesgericht وذلك لدراسة تدريب مهني Ausbildung في إختصاص رعاية قضائية Rechtspfleger بعد أربعة أشهر تم اكتشاف أمره وتم تغريمه بدفع مبلغ 700 مارك لمؤسسة خيرية.
حياة التزوير الأكاديميّة والطبية:
عام 1979 قرر الإنتقال من منزل أهله لهذا السبب قام بتزوير هويته وتغيير اسمه وبنفس الوقت قام بتزوير هوية طبيب أسنان بهدف التسريع في الحصول على منزل جديد وبعد اكتشاف أمره نهاية عام 1980 حكم عليه بالسجن لمدة شهر من قبل محكمة مدينة بريمن بتهمة تزوير هويته وشهادة أكاديميّة.
تقدم في العام نفسه لوظيفة طبيب نفسي في مستشفى متخصصة في العلاج النفسي Psychotherapie في مدينة Neuenkirchen الواقعة بالقرب من مدينة Oldenburg وبعد ذلك تم قبوله بصفة طبيب نفسي وذلك بعد تزويره لأوراق جامعية وباسم مزور، وذلك بعد أن قام بحضور بعض المحاضرات في قسم علم النفس Psychologie ومحاضرات علم الاجتماع Soziologie في جامعة بريمن, وقد قرأ بعض الكتب الإختصاصية في اللغة الطبية Arztsprache ، وبقي يمارس مهنة طبيب نفس في المستشفى حتى منتصف عام 1981 حيث عاد إلى مدينة Bremen ليشغل منصب كبير لمدة أربعة أسابيع في مركز إعادة تأهيل طبي Rehabilitation Zentrum حتى تعرفت عليه قاضية على سبيل الصدفة تعمل في المحكمة الإقليمية العليا Oberlandesgericht في مدينة Bremen (كانت تعرفه من خلال تذكرها خفة دمه عندما قدم شهادة بكالوريا مزورة للمحكمة). (وفي تلك الأثناء كان يعمل أيضاً طبيب طوارئ ويكتب الوصفات الطبية للمرضى ويحيل بعضهم إلى المستشفيات)
نظراً لأنه أظهر الندم عندما تم عرضه للمحكمة ، تم تخفيف الحكم الموجه ضده مقابل دفع مبلغ قدره 600 مارك.
في بداية آذار / مارس عام 1982 تقدم Postel تحت اسم مزور Dr. Klaus Höfer بمهنة طبيب قوات Truppenarzt في الجيش الألمانيّ Bundeswehr ، وقام بتقديم شهادة مزورة دكتوراه في علم النفس وفي الطب، وعند فحص الشهادات الأصليّة تم اكتشاف التزوير، وبعدها حكم عليه جنائياً بدفع تعويض لمن قام بمعالجتهم.
بعد ذلك بوقت قصير، في شهر أيلول/ سبتمبر من عام 1982، تقدم إلى وظيفة وهو بعمر 24 عاماً في ذلك الوقت باسم ولقب مزيف Dr. med. Dr. phil. Clemens Bartholdy إلى منصب نائب مسؤول طبي حكومي في مدينة Flensburg ووصف نفسه بأنه ابن لمستشار طبي ولمديرة طبية، على الرغم من تقديمه مستندات ناقصة في طلب التوظيف هذا إلا أنه تم توظيفه بهذا المنصب.
بعد أحاديث أحد الأطباء المتكررة معه في المجال الطبي وأخطائه في العمل تم تخفيض مهامه الوظيفية.
بعد فترة وجيزة من العمل قرر الاستقالة من وظيفته في شهر أبريل عام 1983 لكي يعمل في مستشفى الأمراض العقلية الجامعية في مدينة كيل.
أثناء وجود Postel في فلنسبورغ أضاع محفظته الشخصية التي كانت تحوي هويته الأصليّة وعليها صورته الشخصية مع وثائق اُخرى مزورة ، حيث وقعت المحفظة بين أيدي الشرطة هناك، تم اعتقاله من قبل الشرطة ليحكم في عام 1984 بالسجن عام واحد مع وقف التنفيذ وذلك بسبب الوثائق المزورة.
وهذا الحكم لم يمنعه من التزوير مجدداً حيث قام بالتقديم على وظيفة بصفة طبيب في عيادة خاصة في عام 1984 وذلك في ناحية Rosenheim
فترة ما بعد توحيد ألمانيا، “تزوير شهادة في دراسة علم اللاهوت الكاثوليكي ولقائه لبابا الفاتيكان يوحنا بولس الثاني”.
بعد تزويره لشهادة في اللاهوت الكاثوليكي في جامعة مونستر Münster، قال بوستل لقد استقبلني بابا الفاتيكان في روما في شهر آذار عام 1991 أنا ومجموعة من طلاب اللاهوت الكاثوليكي .
عاد مجدداً للعمل الطبي في شهر إبريل من العام 1994 حيث عمل لبضعة أشهر كخبير نفسي psychiatrischer Gutachter في العاصمة الألمانيّة برلين.
بعد ذلك عمل في مدينة Stuttgart في وكالة تأمين حكومية Landesversicherungsanstalt حيث قام بالإستقالة لاحقاً من هذه الوظائف من تلقاء نفسه.
وفي عام 1995 قام بتقديم طلب توظيف كطبيب نفسي في مقاطعة Schleswig-Holstein باسمه الحقيقي وقد نجح في ذلك وتم قبوله في المستشفى ، تم اكتشافه على سبيل الصدفة من خلال زيارة والدي أحدى الطبيبات في المستشفى وكانوا من مدينة Bremen ويعرفون بوستل بشكل شخصي.
قام بالهروب والاختفاء حتى شهر آذار من العام 1998 تم القبض عليه في كابينة هاتف عام، حينها كان يتصل بالشرطة بهدف الترفيه والتسلية (تخفيف الدم) .
في تلك الأثناء كان على علاقة مع محامية في مدينة Stuttgart والتي تزوجها لاحقاً حتى ادعى البعض بأنها كانت تدعمه.
إقرأ أيضاً: التعريف بدائرة حماية المستأجر في ألمانيا Mieterschutzbund.
بعد القبض عليه حكم من قبل محكمة مدينة Leipzig عام 1999 بسبب عمليات الاحتيال والوثائق المزورة والخداع وإساءة استخدام الألقاب الأكاديمية للسجن لمدة أربع سنوات.
خروجه من السجن وكتابه كتاب عن مغامراته ومن ثم زواجه من محامية من مدينة Stuttgart:
بعد خروج المبكرة من السجن في الشهر الأول من العام 2001 قام بنشر كتاب كتبه في السجن تحت اسم:
Geständnisse eines Hochstaplers über seine Lebensgeschichte
„اعترافات محتال عن قصة حياته”
الذي أصبحت له مبيعات قوية
ويقال: أن هناك كاتب خفي للكتاب.
تزوج من المحامية التي كان على علاقة معها ليعيشا لاحقاً في مقاطعة Thüringen وسط ألمانيا.
ترجمة: بركات عبيد – ألمانيا – هايدلبرغ
المصادر: بعض المقالات باللغة الألمانيّة
Barakat oubaid 