الأب تمام الحاج Tammam Alhaj مواليد عام 1964  يحمل إجازة في هندسة الميكانيك جامعة حلب.   
الأم ميرا وردة Mira Wardah مواليد عام 1979 تحمل إجازة من كلية الفنون الجميلة جامعة دمشق عام 2001. 
وهم من مدينة سلمية السورية

مع استمرار الأوضاع المأساوية في سورية  وبعد أن ضاقت الأرض بأهلها، انتهى بأكثرهم الحال إلى دول عديدة ومنها ألمانيا، سوف أتحدث اليوم عن عائلة سورية انتهى بها المطاف في ألمانيا وصلت العائلة أواخر شهر أيار عام  2014  بعد رحلة دامت 45  يوم بين لبنان إلى  تركيا ثم عبر البحر  إلى اليونان استمرت معهم رحلة الموت البحرية 30 ساعة في زورق من أزمير إلى أثينا اليونانية . ومن ثم في الطائرة من اليونان إلى ألمانيا.  وصلت العائلة المؤلفة من أب وأم وطفلين في بادئ  الأمر إلى مقاطعة Rheinland pfalz وبقيت هناك فترة عشرة أشهر ولم يتمكنوا هناك من الالتحاق بدورات  اللغة الألمانية بسبب صعوبة المعاملات في هذه المقاطعة التي كانوا فيها. بعد عشر أشهر من وصولهم انتقلوا إلى مدينة  Kirchhain في مقاطعة Hessen وبدأ الأب والأم بدورات تعلم اللغة الألمانيَّة مستوى B1 التي اجتازوها بسرعة بدرجة جيدة، مع إنهائهم لدورة الاندماج بنجاح حاولوا بعدها إكمال تعلمهم لمستويات اللغة الألمانيَّة، ولكن للأسف كان التمويل في تلك الأثناء إلى مستوى B1 في اللغة.

اقرأ أيضاً: ما هي الأمور المهمة التي يجب على الأجانب الذين يعيشون أو يزورون ألمانيا مراعاتها:

بدأ تمام بالبحث جاهداً عن عمل ووجد عمل بدوام كامل عامل على ماكاينة وذلك في شهر أيلول عام 2016 في شركة EMCO عن طريق شركة توظيف عمل فيها لمدة عامين في مدينة Kirchhain الألمانيَّة. وفي شهر أيلول عام 2018  بدأ العمل بشركة Wagnar solar بعقد دوام كامل كموظف ميكانيك وهو يعمل في قسم الإنتاج ويعمل هناك حتى اليوم. ولم يستطع تمام تعديل شهادته الجامعية بسبب نقص بعض أوراق التعديل من سورية. تمام يلعب كرة القدم مع نادي مدينة Kirchhain الذي يسمى TSV وهو يمارس هوايته في كرة القدم منذ فترة شبابه في سورية وكان لاعب كرة قدم في فريق سلمية في محافظة حماة السوريّة.

أما ميرا شاركت منذ وصولها لمدينة Kirchhain بنشاطات مجانية مع بلدية المدينة من خلال تقديم المساعدة في الترجمة للعائلات السورية القادمة حديثاً.بدأت بعدها بلدية المدينة مع طالبات من جامعة ماربورغ Marburg بمشاركة ميرا بمساعدة السيدات اللاجئات في الاندماج في ألمانيا. وفي عام 2017 حصلت على شهادة القيادة للسيارات في ألمانيا وهي متطوعة منذ شهر نيسان عام 2015 مع الصليب الأحمر الألماني في مدينة  Kirchhain وهي به حتى الآن. 

Mira Wardah

عملت في شهر آب 2016 في عمل تطوعي  Freiwilligendienst في مدرسة خاصة تابعة لكنيسة Förderschule مدة ستة أشهر وبعدها حصلت فيها على مكان عمل Teilzeitjob وذلك باختصاص مساعدة مدرس  لبعض الطلاب الذين كان لديهم مشاكل سلوك ومشاكل اجتماعية  واستمرت في هذا العمل حتى شهر كانون الأول من عام 2018. واستطلاعات الحصول على شهادة تدريب مهني Sanitäter-Ausbildung من الصليب الأحمر الألماني وذلك عام 2017 . 

Mira Wardah

ميرا اليوم عضو في نادي الرسم في مدينتها  الذي شاركت فيه  بعدة معارض. وفي شهر آذار عام 2017 حصلت على مقعد لدراسة تدريب مهني تربوي  Ausbildung في اختصاص معالجة تربوية Heilpädagogik في أكاديمية Hephata  في مدينة  Treysa الألمانيَّة وتخرجت في شهر حزيران عام 2019 بعلامة 1 .

 منذ شهر كانون الثاني عام 2019  تعمل في روضة أطفال Kindergarten تابعة لبلدية مدينتها وذلك كأخصائية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بعقد عمل مفتوح  Teilzeit. وتعمل أيضاً بدوام جزئي Minijob وتُدرس فيه  الرسم وذلك في أكاديميّة Hephata التي دَرست فيها. 

منذ عدة أشهر نجحت بعمل موقع خاص بها لتعرض من خلاله لوحاتها باللغتين العربية والألمانيّة ويعود 30%  من ريع هذا العمل لمساعدة الأطفال بالتعلم  في سورية.
 http: //mirawardah. com/ . وهي تحضر الآن لمعرضها الشخصي. 

حصلت العائلة في شهر تموز 2019  على الإقامة الدائمة.  

اقرأ أيضاً: حقائق وأرقام، هل السّوريُّون مُندمجون بشكل جيد في ألمانيا؟

أما عن حديث العائلة عن محيطها في المجتمع الألمانيَّ تقول ميرا: منذ وصولنا إلى المدينة التي نسكنها الآن وطَّدنا علاقاتنا مع كثير من العائلات الألمانيَّة وكنت اشارك في كافة النشاطات  التي تنظمها بلدية المدينة،  وقد قُمت في مساعدة اللاجئين الجدد في المدينة في الترجمة وغيرها وهذا كان له دور في إعطاء عائلتي محبة وسمعة جيدة واصبح لدينا علاقات طيبة مع الناس والبلدية. 

تضيف في مستهل حديثها عن الصعوبات التي واجهتها عائلتها في ألمانيا تقول: لقد تعرضنا نحن وأولادنا لتصرفات عنصرية في مقاطعة Rheinland pfalz ولرفضنا لكوننا أجانب حيث كنا العائلة السورية الوحيدة التي سكنت القرية، وبعد ذلك انتقلنا  إلى مدينة Kirchhain التي لاقينا فيها معاملة ممتازة. 

يقول تمام: أكثر ما يؤلمني هو حرماني من لم شمل ابنتي التي تعيش الآن في سورية وهي بعيدة عني.

تضيف ميرا:  الفضل كان لزوجي في لتحقيقي هذه النجاحات حيث كان عوناً وسنداً لي في غربتي. 

“نحن أتينا مهاجرين وهذه فرصة لكي نبدأ في حياة جديدة وبناء مستقبل زاهر لنا ولأولادنا .وننصح الجميع بعدم تضييع الفرص المتاحة من بين أيدهم” وهذا ما نصح به تمام وميرا السوريَّين.

إعداد: بركات عبيد – ألمانيا