
نستخدم في حياتنا كاميرات الهواتف المحمولة أو الكاميرات الرقمية في عملية التقاط الصور ، ونقوم أحياناً في مشاركتها على مواقع السوشيال ميديا لذكرى لحظات جميلة مع العائلة أو الأصدقاء أو المعارف ..
وهذه التقنيات لها أيضاً جوانب سلبية مثلاً عند تصوير أشخاص سراً دون علمهم أو أذنهم ، حيث اعتبر القانون أن هذا السلوك يشكل تدخلاً في الحقوق الشخصية للآخرين وبالتالي يعاقب عليه القانون الجنائي الألماني .
وذلك من خلال المادة أو القسم 201 من القانون الجنائي (StGB)
وعقوبة الصورة دون إذن صاحبها تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عامين وهذه الفقرة تخص بشكل أساسي الصور التي تلتقط في غرف مغلقة مثل غرفة النوم الخاصة .
وهذا ينطبق أيضاً على تصوير أشخاص آخرين صور عادية أو فيديوهات وهم في حالة لا وعي ، مثل تصوير شخص واقع تحت تأثير الكحول أو المخدرات !
وفقًا للمادة نفسها من القانون الجنائي “Gemäß § 201a StGB ” يتعرض الأشخاص الذين يلتقطون صوراً للآخرين للملاحقة القضائية إذا تم إنتاج الصور أو نشرها دون إذن أصحابها ، هنا لا يهم من قام في التصوير أشخاص عاديين أو مؤسسات وشركات …..إلخ
يُعاقب هذا القانون أيضاً على نشر الصور والفيديوهات على الإنترنت – على سبيل المثال على “Facebook” أو عبر بث مباشر – إذا كان هذا الفعل ينتهك إرادة الشخص الذي تم تصويره عن عمد أو دون أذنه .
وتعرف هذه الفقرة من القانون الجنائي باسم فقرة المصورين.
وأقصى عقوبة يُعاقب فيها الشخص سجن لمدة سنتين وأقلها غرامة مالية ، والتي تعتمد على ظروف كل حالة .
هنا تلعب عوامل اُخرى مثلاً في الأخذ بعين الاعتبار إذا كان الشخص المخالف عنده سوابق أو أنه ندم لفعلته ربما تخفف الغرامة المالية في بعض الحالات.
اقرأ أيضاً: التعامل مع الإهانات (Beleidigung) أو التهجم الجسدي (Körperverletzung) في ألمانيا
الجرم الجنائي وفقًا للمادة 201 من القانون الجنائي تُعتبر مخالفة تطبيقية.
إذا علم الشخص بحدوث انتهاك للقانون وفق هذه المادة فيجب عليه تقديم شكوى جنائية عند الشرطة.
ولا يتدخل القانون إلا عندما يقوم الشخص صاحب العلاقة في شكوى.
ولهذا السبب يجب على الشخص تأمين الأدلة ، وذلك عندما يتعلق الأمر بالنشر بشكل عام أو على الإنترنت – كما هو الحال مثلاً نشر صورة مع التنمر عبر الإنترنت ، على سبيل المثال – فإن تصوير الشاشة يُعتبر دليل على هذا التجاوز !
هنا باعتبار الشخص طرفاً متضرراً يمكنه تقديم شكوى جنائية ليس فقط ضد الشخص الذي قام بالتقاط الصورة أو تحميلها على الإنترنت وكذلك ضد منصة الإنترنت التي قبلت نشر الصورة أو الفيديو .
بالإضافة إلى ذلك يحق للشخص المطالبة بالتعويض عن الألم والمعاناة والأضرار في حالة ارتكاب هذا الجريمة بموجب هذه الفقرة من القانون .
يمكن للشخص إجراء هذه الادعاءات في المحكمة ويمكن للمحامي المساعدة في ذلك.
ملاحظة : عندما يصور أحدنا شخص معياً يجب عليه أخذ أذنه ، وإذا كانوا جماعة يجب أخذ أذنهم بشكل جماعي مثلاً مناسبات معينة، ومن يذهب إلى مكان ويعرف فيه الشخص أنه يوجد فيه تصوير لا يمكنه في هذه الحالة مثلاً الاعتراض على تصويره مثلاً أثناء مباريات كرة القدم.
ترجمة وتحرير : بركات عبيد – ألمانيا
المصدر : anwalt.org
