ونحن نترقب انتهاء العقد الثاني من الألفية الثالثة وإذ تجتاح ألمانيا والعالم أجمع  الموجة الثانية من وباء كورونا ..

ومع ذلك تمت  إضاءة الشوارع وبدأ التجهيز لقدوم العام الجديد تم نصب بعض أشجار أعياد الميلاد وتم إنارة شرفات البيوت في الأضواء المشعة الملونة ..

كل هذا إيذاناً بقرب جنتهاء العام وابتهاجاً بقدوم العام الجديد ..

ولكن ! 

مع فرض الحظر ومضاعفة الإجراءات الحكومية أصبحت مدن ألمانيا مع شروق الشمس إلى غروبها شبه خالية من المارة أما في الليل فقد تحولت إلى مدن أشباح لا تتجول بها إلا سيارات الشرطة تنتظر من يسير على قدميه أو من يركب السيارة لغاية سؤاله :

 إلى أين تذهب  ..؟ 

ولماذا أنت هنا ..؟

  هذا بعد الساعة الثامنة مساءً ..

عندما يموت أحد ما أو يمرض أحد آخر  لا يجب على أحد التجمع لأكثر من خمسة أشخاص تم إلغاء مراسم العزاء بالطريقة المعتادة وتم  وتحديد أعداد من يحضروا مراسم الدفن، فالذي يموت منا نحن السوريّون يموت أولاً : غريباً في بلد غريب ، ثانياً : من يموت ولا يحضر جنازته والصلاة عليه ودفنه إلا قلة قليلة من أهله وأحبابه ..لا ينبغي على الجميع الحضور!


لم تعد الحياة كما كانت فكل شيء تغير حتى وإن تم إنتاج اللقاح ضد الوباء فأغلب الناس هنا أصبحت تخاف اللقاح أكثر من الوباء نفسه وذلك للخوف من مضاعفات وتأثيراته الجانبية في المُستقبل ..

 ونحن الآن في صباح الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول من عام 2020 بقي يوم واحد على انتهاء الوباء،  بقي يوم واحد على إنتهاء العام وما زال الوباء يفتك بكل شيء أمامه ..

بركات عبيد