
في العصر الحجري في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين سكن أناس منا الخيام ونخر برد الكوانين عظامهم وعصفت الرياح العاتية جدران خيامهم البائسة التي تتسلل من شقوقها لتخترق أسماعهم بصوتها المُرعب ..
كان الرجال يركبون الفيلة ويشرعون لتكسير الصخور لصناعة بعض الأواني الحجرية ..
أما أطفالهم لم يعرفوا البيوت التي تعرف الأبواب والشبابيك فكان منظر البيوت بالنسبة لهم كأنه شيء من الزمن الآخر يبدأ بعد عشرات القرون الطويلة من الزمن ..
مضت الأيام وفي لحظة من الزمن كانوا نائمين متعبين حتى أحست أجسادهم الهزيلة بالحر الشديد الذي قلب ليلهم نهار ..
هذا لم يكن وهماً أو كابوساً مُرعب تهيم به الأجساد بين بعضها البعض في مظهر صاخب .
الكابوس هو الكارثة التي جعلتهم يركضون في الوحل مرعوبين على حياتهم وحياة أطفالهم …
الكابوس هو النار العظيمة التي إلتهمت آخر ذكريات وطنهم.
